السبت، 23 يوليو 2016

شاعر في أسطر .. قيس بن الملوح العامري




الشاعر قيس بن الملوح بن مزاحم الكعبي العامري .. أو كما نتعارف عليه قيس ليلى / مجنون ليلى
لم يُرى مثله في العشق شاعرًا ولا إنسانًا ..ولد في عام 24 بعد الهجرة في مضارب بني كعب
في منطقة الفُلج جنوب نجد، وهي اليوم محافظة تتبع منطقة الرياض في السعودية تسمى الأفلاج
كانت أبنة عمه ومعشوقته ليلى العامرية أصغر منه بأربعة أعوام وعلى طريقة القدامى التي لم تندثر إلا قريب
رعت غنم أبيها هي وجيلها من الأطفال ومن ضمنهم قيس، فصارت بينهما صحبة أطفال وتعلقٌ بريء
حتى كبرت ليلى وبان جمالها ووضح جمال روحها
فقد كانت بصيرةً بالأدب والأشعار وأيام العرب، فلم يكن أحب للناس إلا الجلوس وسماع القصص القديمة منها
وكان قيس دائم الوجود عندها، حتى بان للجميع حبه وتعلقه في ليلى، فحجبها أبيها عنه ليخرس الناس
ولم يردع الحجب قيسًا بل زاده ولعًا، حتى قال أبياته الأولى مشببًا* بها:

تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم
...ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
...إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

وذات ليلةٍ أرسل قيس إلى ليلى إمرأة من أهله تسئلها: ألي في قلبها مثل مالها في قلبي؟
فمنعتها أصالتها ودينها من إجابته، وحين رجعت المرأة بجواب الصمت أنهار قيس وبكى
فأنكرت المرأة بكاءه! وهيض إنكارها شاعرية فقال موجهًا كلامه إلى ليلى:

يُضَعِّفني حِّبيكِ* حتى كأنني
...من الأهل والمال التليد نزيعُ
إذا ما لحاني* العاذلات بحبها
...أبت كبدي مما أُجِنُّ صديعُ*

وحين وصلت الأبيات إلى العالمة بالشعر والأدب ليلى، لم تتمكن من الصمت فأجابته عمّا في قلبها له:

وكلٌّ مظهرٌ للناس بُغضًا
...وكلٌّ عند صاحبهِ مكينُ
تخبّرنا العيونُ بما أردنا
...وفي القلبين ثَمَّ* هوىَ دفينُ








-


*التشبيب: التغزل بالمرأة وذكر أسمها ومحاسنها
*حبيك: حبي إليك
*لحاني: لامني
*صديع: على وزن فُعيل من صَدع، أي أظهر وأجهر من غير خوف
* ثَمَّ: يوجد


شاعر في أسطر .. قيس بن الملوح العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق