الأربعاء، 27 يوليو 2016

الشاعر البائس / مشاركة







شاعر البؤس : عبدالحميد الديب
شاعر وأديب مصري ، ولد في اسره بائسه و فقيره .




تعليمه :



إلتحق بالكُتاب ليتعلم القرآن الكريم ، ومن ثم انتقل الى الأسكندريه
ليدرس في معهد الأسكندريه الديني .

هنالك استأجر غرفه متهالكه ليرجعُ آخر الليل إليها وهي شبه العارية من الأثاث
فيستيقظ بداخله مارد الحسرة، ليأخذ في رثاء نفسه:

ضاقت بهِ الدنيا فكُــن رحْـبًا بــهِ
قد ذلّ مِـن غدر الزمانِ ورَيـْـبــِهِ
لا تنكروا الشكــوى على مُتبرّمٍ
قـلـِـق الحـياةِ كمَـن يُشـاكُ بثوبهِ
أنا لا أرى فـي شـبــابيَ لذة
لهــفـي على مرحِ الشبابِ وعُجبـهِ
مـن كـان توأمَـهُ الشقـاءُ وصنـْوَهُ
فشـبـابُهُ حـربٌ عليهِ كـشَـيْـبـِهِ!


بعد ذالك انتقل الى القاهره ، ليلتحق بالأزهر الشريف .
فأنضم الى مدرسة العلوم ليس لهوى نفسه وإنما لأنه يتم صرف مكافأة لطلابها
فكان ذالك حافزا لعبدالحميد ليعين نفسه ووالديه في جلب المال .


وفاة والديه :




تمضي الأيامُ بالديب في دار العلوم في نوع من الاستقرار المادي أتاح لهُ النبوغ في الشعر
حتى جاءهُ خبر وفاة والده ثم والدته تباعًا ، فيشعر بالضياع وعبثية الحياة،
ويسيطر عليه الاعتقاد بأنه لا جدوى من أي جهد أو طموح فيها
ويعود إلى كآبته وتهويله للأحزان ، وانكبّ الديب يرثي والديه بشِعر كثير:



الـوالدانِ هلكـتُ بعدَهُـمــا
مَن لي على ردِّ الأسى بهـِمـا
أستـوحِـشُ الدنيـا كراهيَـةً
مُذ ذقتُ كأسي من فراقـِهِـما





الإدمان :




انصرف عن دراسته في دار العلوم شيء فشيئًا
وأصبح يفضل التسكع بين المقاهي والملاهي الرخيصة، وجلسات الأدباء والصعاليك.


في ذالك الحين صادف الموسيقار " سيد درويش "
وكان درويش يراهُ كنزًا شعريا ثمينًـا سينظم له المطلوب من القصائد والأغنيات .


بينما يجدُ الديب في درويش ضالتهُ التي ينشدها من رخاء العيش
لا سيما وأن "درويش" كان ممن يُغدقون على مَن حوله .


فما لبث طويلا ، حتى وافت المنية "سيد درويش" ، وكانت صدمة كبيرة للديب
كذالك كادت أحلامُه تتحقق حتى دُفنت مع صديقه تحت التراب .

ثم يعود الديب مرة أخرى إلى الهيام على وجهه
في الطرقات وبين المقاهي والحانات يعاني الجوع والتشرد .




توبته :



إلى الله أشكـو ما فقدتُ من الصبا
بحانــةِ خمّارٍ وبيـتِ قسـوسِ
فمَـن يدعُني للكأسِ بعـدُ فإننـي
تَخِذْتُ الهدى كأسي وروحَ أنيسي
ومـاذا وراءَ الخمـرِ إلا روايـةٌ
تمثـلُ أحزانـي وشـدةَ بوسـي!



ولا تقتصر اللحظات الصادقة عند الديب على الإيمانيات فقط
وإنما تعدو ذلك إلى حديثه عن فقره دون تهويل ويقول من قصيدة "


أنا ورمضان":







ها هو المغربُ وافى.. أين زادي؟
وعيالـي في ارتقـابٍ لمعـادي
ليسَ غيرُ الدمعِ زادي وعتـادي
موقفٌ أقتَـلُ من وقعِ الزنـادِ!






وفاته :






ولم يعش في هذه الحياة سوى نيف وأربعين عامًا
إذ لقي مصرعهُ إثر أنفجار في المخ .


وكان من جميل شعره
الذي قاله في سنيّه الخمس الأخيرة :



تبتُ من ذنبي ومن ترجـع بـهِ
نفسُـهُ للهِ يبعثهُ تقيّا
توبة من بعد أن فــزتُ بهـا
كلُ شيءٍ صار في عينـي هنيّا
فتراني في السمـواتِ العُلـى..
أصحبُ الشمسَ وتعنو لي الثُريّا
ولـدى سدرتهـا فـي موكـبٍ
ما حـوى إلا ملاكًـا أو نبيّــا







اقتباس :


دع الشكوى وهات الكأس نسكر
ودعك من الزمان إذا تنكر
وهام بي الأسى والبؤس حتى
كأني عبلة والبؤس عنتر
"كأني حائط كتبوا عليهِ
هنا يا أيها المزنوق طرطر "






الشاعر البائس / مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق