الخميس، 4 أغسطس 2016

انتِ رحمة الله علي



(1)

كنت هناك
صعدت عالياً على نسيان،
وحين مرَّ طيفٌ قديم
انزلقت على ذكرى وعدت
إلى الهاوية.
كانت السلالم كلُّها من صُنْع من كانوا
غير راغبين في عُلُوّ
ومن صُنع أناس لم يتذكروا كيف كانوا
يحرّكون أقدامهم!
كنت جالساً معهم
صامتاً مثلهم
بلا حكاية ولا ذكرى
والزمن يمرُّ مثل ذبابة عابرة
لا يلتفت إليها أحد.


(2)

وحين وجدتيني، كانت صورتك من اللقاء الاول
في عيوني لا تغيب!
وكل نبرات حناجرك حفظتها وقدست لحنها.
فجأة اصبحنا عاشقين، واول طموحنا؛ نظرة!
لم يخطر في بالي ان تصبحي انتِ
دائي ودوائي،
ناعمة، بمزاج حاد
لذيذة طعناتك،
طعنات بطعم التوت!
كأنك وسادة، في ليلة اصابني فيها ارق!

بعدد سهر الليالي،
وبقدر كل من استمع لصوتي يروي مقالي وبَكَى
انا لم اكن راغباً في يوماً
ان تدخل فتاة لحياتي كما فعلتي!
لم ارغب يوماً ان تدخلي خياتي وتثقبيني مثل رُمحٍ وثنيِ
ولم اتوقع يوماً
ان تدخل فتاة مثلك في حياتي، وفي لغتي وكلامي
وبكتاباتي وملامحها واضحة في رسوماتي. .
لم اكن انتظرك يوماً لتصبحي انتِ الثقافة
لم اكن منتظراً
ان اخسر التاج، وحقي بالخلافة.


(3)

ماجال في فكري ان يوماً قد تتبدل قناعاتي
ان هذا قدرنا، ان نتجمد في الفراغ!
وان عوالم الاهتمام تظهر بين حينٍ واخر
لندرك قليلاً من الشغف والشوق
والانقياد. .
نعود الى جحيمنا ، جحيم اللاشيء
نعود فرائس للوقت
عزلاً من دروع المعنى
منفيون خارج حصون الاهداف والطموح
ينهش جسدنا الزمان
ولا نستطيع ان نأبه، او حتى نكترث!

رغم هذا الا اننا كنا نطير
نطير رغم انف الفراغ. .
بين تجمد وبين انصهار
فتحنا صدورنا للريح والضوء ،
نخسر قلوباً، ونكسب سماء
نحب، ونخسر ونخسر
نخسر ونخسر
ونعود لنحب. .
يوماً بعد يوم
شهراً وسنة
عقوداً وعقود. .
فلم انتظر يوماً ان تدخلي حياتي
وتبدلي القناعات
ودون ان لا نعلم
صرنا هؤلاء الاوغاد الرائعين
اقوياء القلوب، مكسوري الجناح
ولانعلم
ماذا نفعل بكل تلك السماء.


(4)

يا أسماء سميّت و رأيتك فيَّا
وتريني فيكي
تجمعيني انتي كلما تبعثرت
واجمعك،
تسنديني اذا سقطت
واسندك،
ارجوكي، ارجوا العالم
انتِ رحمة الله عليّ
وبعدك ليرحمني الله.

صدِقْ من يراني فيكِي شجعاً
طامعاً بك محبوبتي يابعيدة!
فلا من فرحة تروق لي مثل فرحتي بذاك الحب البعيد
انازع الايام في حبك، وكل يوم دعوة خالصة لله ان لا اغضب من طيشكِ وغباكي،
ولكن هكذا شاء عرَّابي
ان اهوى، ولا يهواني الهوى. .
سبعااهه من عشقها يا الله.
بكل حزن صدري ابحث عن طريق ياخذني اليك
عن طريق لايجعلك تغضبيني
طريق يصافح قلبي بابتسامة ويدّس في جيب قلبي
بوصلة، ويخبرني ان زمن التيهان انتهى!


(5)

طريق اعوضك فيه
عن كل طريق سارت اقدامي فيه قبل لقياكي
وعن كل يوم من عمري مضى دونك
عن كل مقال كتبته، والقيته دون ان تكوني اساس معناه
وعن كل صلاة صليتها ولم نكوني ضمن دعائي
اعتذر ياوجدي عن قسوة ايامٍ مضت بك دوني
وعن شعورك بالضياع بسبب زيف عاشق
ارضيني، والهمي قلبي
وكُوني معي، لنركض
الى اي اتجاه
نركض ولا نتوقف
ولا نستمع لمن يصرخ وينادينا
تعالي نركض، فإن كل الطرق لأنفسنا
لعشقنا'
تعالي نركض، فإن مجرد النظر للطريق
واحلامنا بالسير فيه فخ لن يخرجنا منه أي ندم!
ألم تسمعي يوماً عن "جاور من تحب لترضى عن ارضك"؟
كيف يمكنني ان اكون ولو سابع جار لك؟

فعلاً، سبعاه يا رباه. .
سبعاه يا رباه صرخت بها، وانسكب دمعي في فجري
وانحنى رأسي من فكرة الحياة دونها!
وضعتها بصدري عشيقتي، وإبنتي . .
ثم جعلتها عناوين خواطر لكتبي، من اجل ان يقرأها المجتمع ويتركها لي'
اعتقدت ان المجتمع يقرأ، وجَلَّ من لايسهو!
انا رجلٌ لها وليس عليها'
والحياة برفقتها جميلة، جميلة جداً
جميلة بجمال نسمة الفجر على حافة البحر'
دخلت حياتي خلسة، لا اعلم كيف!
وفي خاطرتي عنها " عشقها لايغضب الله وملائكته انما هي لعبة اخيرة من الشيطان " من شدة صدمتي وعدم استيعابي للأمر،
استغفرت ربي في اعماقي وكتبت: استغفرالله، كيف لهذه الفتاة ان تصبح بداية ونهاية يومي!
سبعاه من عشقها يا الله.
والامر الذي لا استطيع تفسيره، كيف اقتنعت أن
الانسان حتى يدرك الجمال يحتاج ان يراها مرة واحدة على الاقل قبل ان يغادر هذا الكون.
فعلاً، سبعاه يا رباه'
سبعاه يارباه يصرخ بها عاشق
انسكب دمعه في فجره
وانحنى رأسه حزن. .
عاشق جُنْ بفتاة اوشك " غباءه" من
سرقتها. .
إنكفأت على الارض أستدرك الامر'
أحبها بشدة الباء في كلمة أحبك
خشيت أني في طريقي للجنون
فصرت اركض لكل الاتجاهات
الى كل النواحي
في كل الطرق
لأي سبب وبدون سبب
اركض كمن يهرب من وحوش
ومصير سودادي
أخبرتني هيَ قائلة؛ العمر امامك
لن يتوقف بوجودي او عدمه!
اجننتي؟
وأي عمر الذي تقصدينه؟
اي عمر بعدما وجدتك انتصاري الوحيد حين
هزمتني


انتِ رحمة الله علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق